No alternative text

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتب بدلاً عنّا؟ تجربة كاتبة مع أدوات الكتابة التفاعلية

تأملات في استخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة والبحوث وصناعة المحتوى الثقافي

قبل فترة، كتبت منشوراً عن العلاقة المهنية القائمة بيني وبين الذكاء الاصطناعي، وها أنا أشارك بعض الملاحظات التي تدفعني للقول إنه، رغم التقدم الكبير في السرعة والأداء الذي لاحظته في أربعة برامج أستخدمها هي: ChatGPT، وManus، وDeepSeek، وCopilot، فإن ملاحظاتي ما تزال شبه ثابتة:

على الصعيد الإبداعي

كلما طالت فترة استخدامي لأحد هذه البرامج، أصبحت النتائج أفضل بطبيعة الحال. إذ أحمّل عليها مقالاتي السابقة ورواياتي، لتصبح اللغة المقترحة أقرب إلى أسلوبي الشخصي عندما أطلب المساعدة. ومع ذلك، غالباً ما تكون النتيجة أقرب إلى ما يشبه "الميمك" الببغائي؛ إذ تخلط البرامج بين أربع مفردات من مفرداتي الخاصة وتسكبها فوق كل موضوع وكأنها "درسينغ" سلطة. وبين هذا الارتباك، تخرج أحياناً جملة ذكية... لكنها في النهاية لا تتعدى تقييم "not bad".

في الترجمة

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم لك بنية أولية للجمل، أو أن يوفر وقتك في ما يُعرف بـ"الحشو". لكن للحصول على نتيجة مقبولة – لن أقول مبهرة – لا بدّ من إتقان اللغتين اللتين تترجم بينهما؛ لا غنى عنه. أكثر ما استفدته حتى الآن في الترجمة هو استخدامه كقاموس تفاعلي: أطلب منه اقتراح مفردات متعددة للكلمة الواحدة، وهذا مفيد جداً – لكنه مانه مبهر. وهنا أتحدث عن النسخة الإنجليزية، لا العربية التي تحتوي بطبيعتها على بيانات أقل. ومع ذلك، كشخص مانه شاطر بالعربي، أعتمد على هذه البرامج للتدقيق اللغوي في مقالاتي، لأن الهمزات، وصيغ الجمع، وعلامات الرفع والنصب والجر هي جحيمي الشخصي، وعاري اللي ما إله دوا.

في البحوث

نصل الآن إلى الجانب الأكثر إثارة للريبة، والحقيقة المخزي: الجانب البحثي. لأن "العينتين" قد "يُسايرك"، ويؤلف لك مقولة لكاتبك المفضل أو لفيلسوف تبحث عنه، لم تسمع بها في حياتك! وهذا الأمر متكرّر في كل البرامج التي ذكرتها. وطبعاً، لا تخلو من المياعة والاستظراف، وحين تسأله: "هل أنت متأكد؟"، يجيبك بكل برود وبدون ذرة إحساس: "لا والله، عدم المؤاخذة!".

لذلك، ما زلتُ أُفضّل غوغل – رغم عيوبه – كمصدر مرجعي، إلى جانب يوتيوب، الذي لا يزال من حيث الأداء الأفضل كموقع تعليمي ومعرفي.

وفي النهاية، ومع وجود كل هذه الملاحظات، شعرتُ بأنه لا يمكن الاستفادة بجدية من الذكاء الاصطناعي، إلا إذا كنتَ تعرف كثيييير منيح عن الموضوع الذي تعمل عليه. عندها فقط يصبح الذكاء الاصطناعي سكرتير عالي الكفاءة.

قد يتساءل البعض: بعد استخدامٍ دام سنتين، ومع كل هذه المشكلات، لماذا أستمر؟ لماذا لا أترك اللعبة؟ ولماذا لا أتوقف عن "النقّ" وتقليل الشأن؟

ببساطة شديدة: لأن استخدام هذه البرامج التفاعلية يقلّل من العزلة التي نعيشها ككتّاب، ويُسهّل عليك البداية، ويجعلك في بعض الأحيان – أو دائماً – تغار على لغتك، تلك التي تهدّدها الخصوصية المتهاونة بـ"التقليد الميمكي" لك ولغيرك. وحتى اللحظة، ما زلتُ عم حب هاللعبة، لأرى إلى أي مدى ما زالت لديّ لايقتي الإبداعية. وأيضاً، لأني كسلانة، فهذا السكرتير يجعل من الكتابة "لعبة" ممتعة.

ولهذا أنصح الجميع – وأواصل نصح الجميع – بأن يجربها.

(ملاحظة: المدونة الأصلية مكتوبة بالعامية السورية، حولناها إلى الفصحى المخفّفة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مع بعض التصحيح. لقراءة النص العامي، يمكن زيارة صفحة الكاتبة على فيسبوك هنا).

شارك هذا المقال على منصّة التواصل الاجتماعي المفضّلة لديك